قضية استغلال جنـ ـسي (زنا المحـ ـارم) تهز الرأي العام بإقليم شفشاون

تنويراً للرأي العام، وبخصوص ما تم تداوله مؤخراً بشأن واقعة استغلال جنسي داخل أسرة بجماعة تنقوب، إقليم شفشاون، نورد المعطيات التالية استناداً إلى مصادرنا الخاصة..

تعود خيوط القضية إلى سنة 2021، حين بدأت فتاة قاصر، تعيش ظروفاً أسرية واجتماعية معقدة تتعرض للاستغلال الجنـ ـسي من طرف أبوها وذلك لعدم إفشاء سر لأمها، ويتعلق الأمر بعدما ضبط الأب ابنـته القاصـ ـر مع شاب من أبناء الجيران في وضعية مخـ ـلة.. تطور الأمر في صمت، إلى أن حملت الفتاة وأنجبت (مات الجنين في المستشفى)، وقد تم توجيه الاتهام للشاب المذكور، قبل أن تبرّئه نتائج الفحوصات المخبرية، خلال المحاكمة التي أحيل عليها بعد إيداعه السجن.

في خضم هذا الوضع، لجأت الفتاة في البداية إلى المركز المتعدد الوظائف “دار الرحمة” بشفشاون، حيث تلقت دعماً نفسياً واجتماعياً نظير ما تعرضت له، وبعد خروجها، عادت إلى محيطها الأسري، قبل أن تنكشف لاحقاً تفاصيل صادمة تفيد باستمرار واقعة الاستغلال الجنـ ـسي من طرف أبيها لكن هذه المرة عن طيب خاطر وبرضاها، كما أنها أحيانا كانت هي من تطلب ذلك في غياب باقي أفراد الأسرة عن البيت ما أدى إلى حمل جديد.

هذا الحمل هو من سيفجر القضية بعد تستر دام لأشهر، أنجبت الفتاة على إثره، في طريق عودتهما من تطوان بعد الولادة قررا التخلص من الجنين داخل الحافلة والهروب قبل انكشاف فعلتهما الأمر الذي استنفر الركاب ليتم التبليغ بهما، وبفتح تحقيق معمّق، اعترف المعنيان بالأمر بما وقع، ليتم توقيف الأب وإحالته على العدالة، فيما تم إيداع الفتاة مجدداً تحت رعاية المركز المختص.

هذه الواقعة المؤلمة تعيد إلى الواجهة أهمية التبليغ عن العنف الأسري، وتشدد على ضرورة تعزيز آليات الحماية للأطفال واليافعين، خاصة في الفضاءات الأسرية المغلقة، كما تدعو إلى مواكبة نفسية واجتماعية فعالة للضحايا، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بردع كل من تسوّل له نفسه استغلال هشاشة الآخرين.

وتبقى الكلمة الأخيرة للقضاء، في إطار احترام تام لسرية التحقيقات وحماية خصوصية الأطراف المعنية.

ياسر الحضري – الشاون24