تتويج أكاديمي يخلق الحدث بقبيلة الأخماس العليا بإقليم شفشاون.. دكتوراه في الحقوق من نصيب الفتاة القروية ابنة جماعة بني صالح “سكينة أكذي”
تفنيذا للصورة النمطية المتداولة حول إقليم شفشاون بشكل عام وجماعة بني صالح بشكل خاص، وبالرغم من عنصر التهميش الذي يعتبر مكون باصم لصورة العالم القروي في هذا الإقليم، وفي مختلف مناطقه نكتشف مظاهر الإقصاء بسهولة، من خلال معاناة الفتيات القرويات. إلا أن التسلح بالارادة القوية والدعم الأسري اللامشروط، يجعل المستحيل أمرا ممكنا ومرئيا للعيان، وهذا النور المتسلل بين وديان وجبال شفشاون الشامخة.
أثمر أطروحة الدكتوراه في القانون الخاص من جامعة عبد المالك السعدي كلية العلوم القانونية والاجتماعية والاقتصادية بطنجة يومه السبت 17 يونيو 2023 ، تحت عنوان ” البصمة الوراثية ADN ومدى حجيتها في الإثبات” وقد تكونت اللجنة العلمية أثناء المناقشة من السادة :
الدكتور جواد الملهوف (أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق بطنجة) ……….رئيسا.
الدكتور عبد الله أشركي أفقير (أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق بطنجة) ……..عضوا ومشرفا
الدكتورة سعاد حميدي (أستاذة التعليم العالي بكلية الحقوق بطنجة) …..عضوا
الدكتور عبد الجليل عينوسي (أستاذ مؤهل بكلية الحقوق بالرباط _السويسي)……. عضوا،
وبهذا تكون الأستاذة سكينة أكذي التي تشتغل مدرسة بجماعة واد ملحة م.م محمد البركة عنقود قد حصلت على ميزة مشرف جدا مع توصية بالنشر، فهنيئا لها على هذا التتويج المبارك ولعائلتها الكبيرة والصغيرة، ومن خلالها إلى كل فتيات “الأخماس العليا” ولكل فتيات إقليم شفشاون.
فمن تكون صاحبة هذا الإنجاز العلمي والأكاديمي؟.
الإسم الثلاثي سكينة مصطفى أحمد أكذي تنتمي ترابيا إلى جماعة بني صالح دوار “تاليوان “يشهد لها بالأخلاق الحميدة والشخصية القوية من قبل أساتذتها وزميلاتها وزملائها من الطلبة والطالبات سابقاً، وتجدر الإشارة أن الأستاذة سكينة أكذي تعود جذور شجرتها العائلية إلى أسرة عريقة بربع الأخماس العليا، وكما يحكي أهل المنطقة أن الأسرة لها مكانة مرموقة خصوصا عندما يتعلق الأمر بالعلم والمعرفة وهذا منذ القدم، وقد عرفو بمزاولة مهن “العدل ” والإمامة، والخطابة، وكذا تمثيل الساكنة سابقا في المجلس الجماعي، والسهر على نشر ثقافة التسامح وتقبل الآخر واكرام أهل القرآن، والتشجيع على حفظه والعناية بالموروث الثقافي للقبيلة، ودعم تمدرس الفتاة.
ترعرعت سكينة أحمد مصطفى أكذي كباقي فتيات قريتها في وسط جبلي محض يمزج أحيانا بين المحافظة، وأحيانا أخرى على الانفتاح على طلب العلم والمعرفة.
وقد تلقت تعليمها الابتدائي ب م .م “السلام البرقوق” ، وتابعت تعليمها الإعدادي والثانوي بمركز باب تازة ، بعد حصولها على شهادة الباكالوريا التحقت كباقي فتيات إقليم شفشاون بجامعة عبد المالك السعدي مرتيل ” الكلية المتعددة التخصصات ” آنذاك بحكم قرب مسقط رأسها عن المدينة الجامعية واختارت دراسة القانون الخاص بعد أن قضت سنوات برحابها، تحصلت على شهادة الإجازة في القانون سنة 2013 ، لتلتحق بعد ذلك بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بطنجة لمتابعة دراستها بسلك الماستر المتخصص النظام الجمركي، وتحصلت على دبلوم الماستر سنة 2015. بعد ذلك ولجت سلك الدكتوراه لتقضي أربعة سنوات من البحث العلمي والأكاديمي والتنقل بين رفوف مكتبات طنجة، والرباط والدار البيضاء، وفاس.. ليتكلل مسلسل البحث العلمي في آخر حلاقته الجامعية بحيازة دكتوراه في الحقوق بميزة مشرف جدآ.
وبهذا يعد تعليم الفتاة عامة والقروية خاصة من بين أفضل الاستثمارات لتحقيق تنمية بشرية ومستدامة بالبلاد. علما أن التنمية البشرية ليست إلا عملية تنمية وتوسيع للخيارات المتاحة أمام الإنسان، باعتباره جوهر عملية التنمية ذاتها أي أنها تنمية الناس بالناس، ولذلك لابد من التأكيد على ضرورة الاهتمام بالفتاة /المرأة القروية، وتخليصها من قيود الأمية و الفقر والتهميش.. وهي دعوة صريحة للوزارة الوصية على القطاع من أجل الانفتاح على المجتمع المدني، وإحداث برامج تقوم بتوفير إطار للشراكة والمواكبة الفاعلة للجمعيات التي تعمل أو ترغب في العمل في مجال التربية، بغية دعم تمدرس الفتيات القرويات، لما له من أهمية على التعبئة الشاملة للمجتمع لكي تكون مسألة التربية والتعليم ضمن الاستراتيجيات و البرامج التنموية للحكومة المغربية.