تقنين الكيف هو مشروع دولة بكل أبعاده وتداعياته، والمناطق الأصلية المعروفة بزراعة الكيف والمتواجدة بإقليم شفشاون والحسيمة تجمعهم وحدة المصير والمستقبل المشترك، لذا ليس من المعقول أو المقبول تقرير مصير أبناء المنطقة والتلاعب بمستقبلهم خارج البيئة المنتجة لنبتة الكيف، فالوحدات الإنتاجية والتحويلية يجب أن يكون مقرها في موطنها الأصلي وأي استثمارات يجب أن تحط الرحال بين الإقليمين على شكل #منطقة_صناعية لكي يتحقق الإنصاف والمصالحة أما تسريبها لفضاءات أخرى كالدار البيضاء وغيرها..سيجهض كل الجهود الرامية لإنجاح هذا التوجه أو بالأحرى هذا المشروع.
على المسؤولين بالإقليمين والجهة العمل على تنزيل وتفعيل هذا المشروع بأبعاد مجتمعية وتوجهات اقتصادية وكذا وضع برنامج عمل متكامل بتنمية مندمجة من أجل النهوض بالمنطقة مع بلورة بنيات تحتية ملائمة تستقطب الإستثمارات وترسخ الإبتكارات، وهذا يستوجب الإنخراط الجدي والمسؤول وبكل جرأة في تأهيل المنطقة وتأطير أبنائها وكذلك تكوينهم كيد عاملة مؤهلة سواء داخلة الوحدات الإنتاجية أو خارجها، فبكل موضوعية زراعة الكيف تعد ثروة محلية و تشكل هوية المواطن الجبلي أما الجنوح إلى تحريفها وانتزاعها منه بطرق ومناهج ملتوية هو تكريس للإقصاء والتهميش وإبراز لديباجة الإحتيال الذي ألف معاقرته في كنف هذه الدولة اللامجتمعية..التي أذاقته المرارة والويلات لعقود طويلة من الزمن ولازالت مستمرة لحد الأن على هذا النهج وفي حضرة الحصار وبطعم التجويـــع…!!!!
على الدولة إن كانت تطمح إلى تنزيل وتفعيل التقنين بكل َموضوعية وبرؤية تنموية هادفة وفي إطار الجهوية العادلة ، عليها تعبئة كل مواردها لخلق نموذج تنموي استثماري فريد ينسجم وخصوصية المناطق الأصلية لهذه الزراعة العجيبة ، وكذلك العمل على تنزيل وفتح أوراش عملاقة تضع المنطقة في صلب هذا المشروع لتصبح ذات تنافسية عالمية في هذا المجال وقطب اقتصادي محوري يساهم في إنعاش الجهة والوطن بصفة عامة مع ضمان فرص شغل قارة ولقمة عيش مستدامة لأبناء المنطقة بلا مزايدات وبعيدا عن الدسائس والغطرسـة.
محمـد الزكـور – الشاون24